تُقَدِّمُ ‘نَيْشِيْ’ فِي هَذَا الْعَمَلِ تَجْرِبَةً فَرِيْدَةً، تَأْخُذُنَا إِلَى عَالَمِ الْأَحْلَامِ الْمُرَوِّعَةِ مِن خِلَالِ سِلْسِلَةٍ مِنَ الصُّوَرِ الشَّخْصِيَّةِ الْجَذَّابَةِ. هَذَا الْعَمَلُ لَيْسَ مُجَرَّدَ مَجْمُوْعَةٍ مِنَ الصُّوَرِ، بَلْ هُوَ رِحْلَةٌ بَصَرِيَّةٌ إِلَى دَاخِلِ الْنَفْسِ، حَيْثُ تَتَجَسَّدُ الْمَخَاوِفُ وَالْهَوَاجِسُ فِي صُوَرٍ مُثِيْرَةٍ وَمُغْرِيَةٍ.
تَتَمَيَّزُ ‘نَيْشِيْ’ بِقُدْرَتِهَا عَلَى التَّعْبِيْرِ عَنِ الْمَشَاعِرِ الْمُعَقَّدَةِ مِنْ خِلَالِ لُغَةِ الْجَسَدِ وَتَعَابِيْرِ الْوَجْهِ. فِي هَذَا الْعَمَلِ، تَسْتَخْدِمُ ‘نَيْشِيْ’ جَسَدَهَا كَأَدَاةٍ لِلتَّعْبِيْرِ عَنِ الْكَابُوْسِ، فَتَنْقُلُ إِلَيْنَا شُعُوْرَ الْخَوْفِ وَالْقَلَقِ وَالْإِثَارَةِ فِي آنٍ وَاحِدٍ.
إِنَّ جَوْدَةَ الصُّوَرِ وَالْإِضَاءَةِ الْمُسْتَخْدَمَةِ تُضِيْفُ بُعْدًا آَخَرَ لِلْعَمَلِ، فَتَجْعَلُهُ أَكْثَرَ وَاقِعِيَّةً وَتَأْثِيْرًا. تَتَمَيَّزُ الصُّوَرُ بِوُضُوْحِهَا وَدِقَّتِهَا، مِمَّا يَسْمَحُ لِلْمُشَاهِدِ بِالْغَوْصِ فِي التَّفَاصِيْلِ وَالْإِحْسَاسِ بِالْجَوِّ الْمُرَوِّعِ الَّذِي تَخْلُقُهُ ‘نَيْشِيْ’.
يُعَدُّ هَذَا الْعَمَلُ تَحَدِّيًا لِلْمَفَاهِيْمِ التَّقْلِيْدِيَّةِ لِلْجَمَالِ وَالْجَاذِبِيَّةِ. فَبَدَلًا مِنَ التَّرْكِيْزِ عَلَى الْمَظَاهِرِ الْخَارِجِيَّةِ، تُرَكِّزُ ‘نَيْشِيْ’ عَلَى التَّعْبِيْرِ عَنِ الْمَشَاعِرِ الْدَاخِلِيَّةِ وَالْكَشْفِ عَنِ الْجَانِبِ الْمُظْلِمِ مِنَ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ.
بِشَكْلٍ عَامٍّ، يُعَدُّ هَذَا الْعَمَلُ تَجْرِبَةً فَرِيْدَةً وَمُمَيَّزَةً، يَنْصَحُ بِهَا لِمَنْ يَبْحَثُوْنَ عَنْ شَيْءٍ مُخْتَلِفٍ وَمُثِيْرٍ. إِنَّهَا دَعْوَةٌ لِلتَّأَمُّلِ فِي الْجَمَالِ وَالْقُبْحِ، فِي الْخَوْفِ وَالْإِثَارَةِ، وَفِي الْجَوَانِبِ الْمُخْتَلِفَةِ مِنَ الْنَفْسِ الْبَشَرِيَّةِ.









